عمر ابن كلثوم
من أصحاب المعلّقات
هو عمرو ابن كلثوم ابن مالك التّغلبي الوائلي من قبائل نزار, ينتهي نسبه بمعد ابن عدنان.
وأمّه ليلى بنت المهلهل ابن ربيعة التّغلبي .
ساد عمر قومه في سنّ صغير و كان من المعمّرين اذ عاش ما يقارب قرنا و نصف القرن (150 عام) و يقال أنّه مات سنت 54 قبل الهجرة .
كان لعمر الكثير من الأمجاد و المفاخر ممّا يستحقّ الذّكر ولكنّه بإنشائه قصيدت واحدة لم يترك لنا مجالا للحديث إلا عنها و لا لوم علينا في ذلك فلقد ألهت بني تغلب كلّهم عن طلب المجد.
نضم عمرو ابن كلثوم كلماته فكانت قصيدة من أجمل ما قالت العرب في تاريخها و علّقت على جدار الكعبة الشّريفة و قيل أنّها مكوّنة من ألف بيت لم يبق منها إلا ما حفضه الرّوّات و لها قصّة جميلة :
نعرف قصّةحرب البسوس اللتي دامت سنين طوالا بين الأخوين بكر و تغلب التي كثر قتلاها و كثر معهم طلّاب الثّأر وتفاقمت الأحقاد... روي أنّه في سنة جفاف ; إستسقى قومن من تغلب بني بكر فطردوهم (لأنّ الحرب و إن انتهت إلا أنّ الأحقاد لا تزال في النّفوس) فماتوا كلّهم عطشا وكانو سبعين , والعرب لا يسكتون على مثل هذا, فلا يكون إلا الحرب . فلمّا استعدّ الطّرفان و كان اللّقاء بينهما , كأنّ ما كرهو أن تعود الحرب فالتّفقوا على المقاضات أمام الملك عمر ابن المنذر اللّخمي و شهر عمر إبن هند . و الملك كان يحبّ عمرو ابن كلثوم فقرّبه إلى أن ألقى عمرو قصيدته التي تعدّ من أجمل ما قالة العرب , إلا أنّ فيها من الطّيش و قلّت الحكمة ما أفسد على التّغلبيّين قضيّتهم لما فيها من التّفاخر بالأمجاد و النّسب و لم يرع للملك مقاما و غلا في ذلك غلوّا كبيرا.. و كان من ضمن ما قال :
نضم عمرو ابن كلثوم كلماته فكانت قصيدة من أجمل ما قالت العرب في تاريخها و علّقت على جدار الكعبة الشّريفة و قيل أنّها مكوّنة من ألف بيت لم يبق منها إلا ما حفضه الرّوّات و لها قصّة جميلة :
نعرف قصّةحرب البسوس اللتي دامت سنين طوالا بين الأخوين بكر و تغلب التي كثر قتلاها و كثر معهم طلّاب الثّأر وتفاقمت الأحقاد... روي أنّه في سنة جفاف ; إستسقى قومن من تغلب بني بكر فطردوهم (لأنّ الحرب و إن انتهت إلا أنّ الأحقاد لا تزال في النّفوس) فماتوا كلّهم عطشا وكانو سبعين , والعرب لا يسكتون على مثل هذا, فلا يكون إلا الحرب . فلمّا استعدّ الطّرفان و كان اللّقاء بينهما , كأنّ ما كرهو أن تعود الحرب فالتّفقوا على المقاضات أمام الملك عمر ابن المنذر اللّخمي و شهر عمر إبن هند . و الملك كان يحبّ عمرو ابن كلثوم فقرّبه إلى أن ألقى عمرو قصيدته التي تعدّ من أجمل ما قالة العرب , إلا أنّ فيها من الطّيش و قلّت الحكمة ما أفسد على التّغلبيّين قضيّتهم لما فيها من التّفاخر بالأمجاد و النّسب و لم يرع للملك مقاما و غلا في ذلك غلوّا كبيرا.. و كان من ضمن ما قال :
وَرِثْنا الَمجْدَ قَدْ عَلَمِتْ مَعَدٌّ *** نُطَاعِنُ دُونَهُ حَتَّى يَبِينا
وَنَحْنُ إِذا عِمادُ الْحَيِّ خَرَّتْ***عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلينا
إلى أن يقول :
بِرَأْسٍ مِنْ بَني جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ *** نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالُحزُونَا
أَلا لا يَعْلَمُ الأَقْوامُ أَنَّا *** تَضَعْضعْنا وَأَنَّا قَدُ وَنِينا
أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا *** فَنَجْهَلُ فَوْقَ جَهْلِ الَجاهِلِينا
و قال, و هذا ما لا يقال في حضرة ملك :
وَقَدْ عَلِمَ الْقَبَائِلُ مِنْ مَعَدِّ *** إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينا
بِأَنّا الُمطْعِمُونَ إِذَا قَدَرْنَا *** وَأَنَّا الُمهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينا
وَأَنَّا الَمانِعُونَ لِما أَرَدْنا *** وَأَنَّا الْنَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
وَأَنّا التَّارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَا *** وَأَنّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينا
وَأَنّا الْعَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْنْا *** وَأَنّا الْعازِمُونَ إِذَا عُصِينا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا الَماءَ صَفْواً *** وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِينا
إِذَا مَا الَملْكُ سَامَ الْنَّاسَ خَسْفاً *** أَبَيْنا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا
مَلاَنا الْبَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا *** وَمَاءَ الْبَحْرِ نَمَلؤُهُ سَفِينا
إِذا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنا صَبِيٌّ *** تَخِرُّ لَهُ الْجَبابِرُ ساجِدِينا
و يقال أنّ هندا أمّ عمرو زعمت أنّها أعزّ نساء العرب لأنّها ابنة ملك و زوجة ملك و أمّ لملك فردّوا عليها بأنّ أمّ عمرو ابن كلثوم أعزّ العرب فهي ليلى بنت المهلهل و عمّها كليب أعزّ العرب و زوجها كلثوم ابن مالك أفرس العرب و ابنها عمرو ابن كلثوم سيّد قومه. فأرادت أن تثبت ما زعمت فطلبت من ابنها استدعاء التّغلبيّين ضيوفا , فحضروا وعلى رأسهم عمرو ابن كلثوم و أمّه ليلى .
وفي مجلس النّساء طلبت هند من ليلى إعطاأها طبقا من الغلال فردّت عليها و قالت : فالتقم صاحبة الحاجة لحاجتها . فأعادت عليها الطّلب ملحّة فصاحت ليلى : وا ذُلَّاه , يال تغلب , فقام عمرو ابن كلثوم إلى سيف معلّق و قتل عَمْرَ ابن هند و خرج إلى قومه فقتلوا و سلبوا ثمّ عادوا للدّيار ولم يصب أحد منهم .