الثلاثاء، 21 يناير 2014

معلّقة عمرو ابن كلثوم التّغلبي

عمر ابن كلثوم
 من أصحاب المعلّقات

هو عمرو ابن كلثوم ابن مالك التّغلبي الوائلي من قبائل نزار,  ينتهي نسبه بمعد ابن عدنان.
وأمّه ليلى بنت المهلهل ابن ربيعة التّغلبي .
ساد عمر قومه في سنّ صغير و كان من المعمّرين اذ عاش ما يقارب قرنا و نصف القرن (150 عام) و يقال أنّه مات سنت 54 قبل الهجرة . 
 كان لعمر الكثير من الأمجاد و المفاخر ممّا يستحقّ الذّكر ولكنّه بإنشائه قصيدت واحدة لم يترك لنا مجالا للحديث إلا عنها و لا لوم علينا في ذلك فلقد ألهت بني تغلب كلّهم عن طلب المجد.
نضم عمرو ابن كلثوم كلماته فكانت قصيدة من أجمل ما قالت العرب في تاريخها و علّقت على جدار الكعبة الشّريفة و قيل أنّها مكوّنة من ألف بيت لم يبق منها إلا ما حفضه الرّوّات و لها قصّة جميلة :
نعرف قصّةحرب البسوس اللتي دامت سنين طوالا بين الأخوين بكر و تغلب التي كثر قتلاها و كثر معهم طلّاب الثّأر وتفاقمت الأحقاد... روي أنّه في سنة جفاف ; إستسقى قومن من تغلب بني بكر فطردوهم (لأنّ الحرب و إن انتهت إلا أنّ الأحقاد لا تزال في النّفوس) فماتوا كلّهم عطشا وكانو سبعين , والعرب لا يسكتون على مثل هذا, فلا يكون إلا الحرب . فلمّا استعدّ الطّرفان و كان اللّقاء بينهما , كأنّ ما كرهو أن تعود الحرب فالتّفقوا على المقاضات أمام الملك عمر ابن المنذر اللّخمي و شهر عمر إبن هند . و الملك كان يحبّ عمرو ابن كلثوم فقرّبه إلى أن ألقى عمرو قصيدته التي تعدّ من أجمل ما قالة العرب , إلا أنّ فيها من الطّيش و قلّت الحكمة ما أفسد على التّغلبيّين قضيّتهم لما فيها من التّفاخر بالأمجاد و النّسب و لم يرع للملك مقاما و غلا في ذلك غلوّا كبيرا.. و كان من ضمن ما قال :

وَرِثْنا الَمجْدَ قَدْ عَلَمِتْ مَعَدٌّ *** نُطَاعِنُ دُونَهُ حَتَّى يَبِينا
وَنَحْنُ إِذا عِمادُ الْحَيِّ خَرَّتْ***عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلينا
إلى أن يقول :
بِرَأْسٍ مِنْ بَني جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ *** نَدُقُّ بِهِ السُّهُولَةَ وَالُحزُونَا
أَلا لا يَعْلَمُ الأَقْوامُ أَنَّا  ***  تَضَعْضعْنا وَأَنَّا قَدُ وَنِينا
أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا *** فَنَجْهَلُ فَوْقَ جَهْلِ الَجاهِلِينا
و قال, و هذا ما لا يقال في حضرة ملك :
وَقَدْ عَلِمَ الْقَبَائِلُ مِنْ مَعَدِّ *** إِذَا قُبَبٌ بِأَبْطَحِهَا بُنِينا
بِأَنّا الُمطْعِمُونَ إِذَا قَدَرْنَا *** وَأَنَّا الُمهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينا
وَأَنَّا الَمانِعُونَ لِما أَرَدْنا *** وَأَنَّا الْنَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
وَأَنّا التَّارِكُونَ إِذَا سَخِطْنَا *** وَأَنّا الآخِذُونَ إِذَا رَضِينا
وَأَنّا الْعَاصِمُونَ إِذَا أُطِعْنْا *** وَأَنّا الْعازِمُونَ إِذَا عُصِينا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا الَماءَ صَفْواً *** وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِينا
إِذَا مَا الَملْكُ سَامَ الْنَّاسَ خَسْفاً *** أَبَيْنا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا
مَلاَنا الْبَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا *** وَمَاءَ الْبَحْرِ نَمَلؤُهُ سَفِينا
إِذا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنا صَبِيٌّ *** تَخِرُّ لَهُ الْجَبابِرُ ساجِدِينا
و يقال أنّ هندا أمّ عمرو زعمت أنّها أعزّ نساء العرب لأنّها ابنة ملك و زوجة ملك و أمّ لملك فردّوا عليها بأنّ أمّ عمرو ابن كلثوم أعزّ العرب فهي ليلى بنت المهلهل و عمّها كليب أعزّ العرب و زوجها كلثوم ابن مالك أفرس العرب و ابنها عمرو ابن كلثوم سيّد قومه. فأرادت أن تثبت ما زعمت فطلبت من ابنها استدعاء التّغلبيّين ضيوفا , فحضروا وعلى رأسهم عمرو ابن كلثوم و أمّه ليلى .
وفي مجلس النّساء طلبت هند من ليلى إعطاأها طبقا من الغلال فردّت عليها و قالت : فالتقم صاحبة الحاجة لحاجتها . فأعادت عليها الطّلب ملحّة فصاحت ليلى : وا ذُلَّاه , يال تغلب , فقام عمرو ابن كلثوم إلى سيف معلّق و قتل عَمْرَ ابن هند و خرج إلى قومه فقتلوا و سلبوا ثمّ عادوا للدّيار ولم يصب أحد منهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق